بسم الله الرحمن الرحيم
القى عن عينيك هذا المنظار السحرى ودعك من الادب والفن و ثم انظر جيدا الى هذه الحياة تجدها عبارة عن معركة هائلة على القوت لا تنقطع , وهذه المعركة التى لا نهاية لها ولا مكان لا يمكن ان تجرى بدون ضحايا فهى بستمرار تلفظ على جنباتها قتلى وجرحى , واولئك هم الذين خذلهم الحظ فضعفوا فماتو شهداء , او عاشوا فقراء , اما الموت فلا حيلة لاحد فيه و والكل سوف يلج هذا الباب .
واما الفقر فهو الداء الذى اتعب الانسانية مند طبعها الله على القدرة والعجز, وعلى الكمال والنقص ولا شفاء من هذا الداء الا فى ربوع الاسلام ومع المسلمين .
واذا رايت الفقر فى المجتمع الاسلامى فهذا يعنى ان المسلمون فى هذا المجتمع قد انطمست فيهم معانى القران فتعبدوا بالفاظه .
لو ادركو الناس الاسلام لكان الناس جميعهم اخوة , تجد فيهم الفقير , ولكن لا تجد فيهم المحروم و ترى بينهم الضعيف , ولكن لا ترى المظلوم .
ذلك لان شريعة الله جعلت بين الغنى والفقير سببا , وهو البر , وجعلت بين الضعيف والقوى نسبا , وهو الرحمة .
ان الاسلام لم يعالج الفقر بالزاكاة والصدقة فقط , بل عن طريق الحد من حدة الشهوات , والكف عن الطمع , فرغب الغنى فى الزهد والقناعة , ومدح الفقير بالتعفف .
اتتركنى فقد اليت حلفا ...... فانك لا تضيع من خلقتا
وانك ضامن للرزق حتى ...... توفيه العباد كما ضمنتا
وانى واثق بك يا الهى ...... ولكن القلوب كما علمتا